بقلم: الأستاذ الدكتور تقي الدين الصمادي
إن سلوك الإنسان مرتبط بمفاهيمه عن الحياة، والمفاهيم الصحيحة هي الأفكار التي انطبقت على الواقع واقتضاها العقل ووافقت الفطرة، وتحولت الأفكار إلى سلوك، حينها تسمى مفاهيم، فمفهوم الإنسان عن شيء أو شخص ما أنه حسن يكيف سلوكه حسبه وأن مفهومه عن إنسان أو شيء أو فعل أنه قبيح أيضاً يكيف سلوكه بحسبه فالأفكار والمفاهيم هي الموجهة للسلوك والضابطة له، وبحسبها يتخذ الإنسان موقفاً من الأشخاص والأشياء، لأن سلوك الإنسان تصدر عن فكره ومفاهيمه وهو الطريق الذي يسلكه الباحث في تقصيه للحقائق في أي فرع من فروع المعرفة، وفي أي ميدان من ميادين المعارف العقلية واللغوية والتجريبية؛ وقد عبّر بعضهم عن الطريق بالأسلوب فقالوا: الأسلوب الذي يسلكه الباحث في تقصّيه للحقائق ولهذا إذا حصل خلل في أي ركن من أركان التفكير وخاصة في المعلومات السابقة أو في مصدر التفكير فإن سلوك الإنسان ينحرف حسب هذا الخلل، فمن استقام تفكيره يستقيم سلوكه ومن ينحرف تفكيره ينحرف تصرفه وهى البناء الرئيسي لاداره المعرفه والتخطيط .
اداره المعرفة : Knowledge management.
على أنَّها: مجموعة من العمليّات التي تتمّ داخل المُنظَّمة، حيث تُساعد على إيجاد المعرفة، وتوليدها،والتنوع بالوسائل ولاساليب القادره على حل المشكلات واتخاذ القرار ، وتُعرَّف أيضاً على أنَّها المقدرة على كَسْب ومشاركة الخبرة الجماعيّة؛ وذلك لتحقيق الهدف والغايه المنشوده . وتُشير إدارة المعرفة إلى مجموعة الجُهود والوسائل والمهارات المكتسبه التي تُساهم في تسهيل اكتساب المعرفة، ونَقْلها، والتشارُك فيها، كما أنَّها تُركِّز أيضاً على فعاليّة القِيادة، وهي إدارة مُمَنهَجة تتمثَّل وظيفتها في إدارة أصول المعرفة في العمل وذلك لإنشاء قيمة وتحقيق الأهداف الاستراتيجيّة، حيث تدعم إدارة المعرفة من خلال العمليّات والاستراتيجيّات التي تحتويها، بالإضافة إلى تخزين، وتقييم ومُشاركة المعرفة .
وهو المفهوم المعاصر للعمل الجماعي وهو العمل المؤسسي وكيفية اداره الازمات ضمن منظومات رئيسية تديرها مؤسسه ما ضمن انظمه وتعليمات خاصة ضمن دائرة متكاملة الخصوصية فسياساتها ممنهجة سواء كانت تلك المؤسسات حكومية أو غير حكومية. ومع ذلك فكثير من قادة وأفراد ومجالس تلك المؤسسات لا يسعفون أنفسهم بالتعرف على أسس ومبادئ إدارة المؤسسات، والطرق الميسرة الكفيلة التي تجعلها قادرة على تحقيق أهدافها وتطلعاتها وَفْقَ ما هو مأمول لتحقيق الغايه المنشودة منها، لذا يلجأ الكثير في تلك المؤسسات إلى تقليد أقرانهم في إدارتهم للأمور، وربما اجتهدوا من خلال الخبرة والواقع العملي والعمل بمبدأ التجربة والخطأ، حتى تمضي السنين وقد قطعوا شوطاً هائلاً أُهدِر خلاله كثير من الموارد، مقابل نتائج ضعيفة وربما تكون مخيبة للآمال. وتتحول مفهوم المؤسسية من مؤسسات حميدة الى غير حميدة لينشأ ما يسمى بهندسه الفساد والعمل به :
(“العِلْمُ يهتم بصيلغة ونَشْرَ الجَهْلِ بِطُرُقٍ عِلْمِيَّةٍ رَصينَةٍ ممنهجه )“! Anatoly
تشير إلى دراسة الأفعال المقصودة والمتعمدة لإشاعة الحيرة والشك والخداع بهدف تحقيق مكسب أو بيع سلعة أو نشر الجدل لاستنزاف الطاقات وهدرها. فأنه لمن القوه والعظمة أن يكون الأمر بيد من يدركه لا بيد من يملكه وانه لمن الضعف والاستهانة أن يكون الأمر بيد من يملكه لا بيد من يدركه ، فقامت بعض الجهات العالمية بتأسيس مفاهيم جديدة للاستيلاء على مصادر المعرفة او نشر مفاهيم مغلوطه الأمر الذي يجعلها تضاد وتُعاكس فكر معرفي آخر، يُسمى ( علم الجهل )، وهو العلم الذي يدرس صناعة ونشر مفاهيم بطرق عِلْميَّة رصينة مُخَطَّطُ لَها ومُمَنْهَجُ”، بحسبِ أساسيّاتِ عِلْمِ وهندسة الجهلِ يَستنِدُ إلى ثلاث اركان رئيسيه :
ضرب مفهوم التفكير –
إثارَةِ الشّكوكِ.
صِناعَةِ الحيرَة وقلب المفاهيم
“كَثْرَةُ المعلوماتِ المُتَضارِبَةِ والمفاهيم المغلوطة ” تَجعلُ اتخاذَ القرارِ المناسبِ صعبًا، فيَدْخُلَ الفردُ في دوّامةٍ مِنَ الحيرةِ، حتى يَبْدو تائِهًا، وجاهِلاًبحقائق الامور وهذا الوَضْعُ يَزيدُ مِنَ العِبْءِ النفسيِّ والذِّهْنِيِّ على ذلك الفَرْدِ.. فيَقْبَل ما لا يَنبغي القبولُ به وسيميا ونحن في عصر العولمه والثوره التكنلوجيه الهائله التي تجعل الفرد والمجتمع في حيره في اتخاذ القرار المناسب وضعف التفكير واداره المعرفه والخضوع لسياسات الغير والعولمه .
فأن التضليل في التفكير وعلم المعرفه إذا تمكن من الشعبوب ومؤسساته لا تنفع تجاهه عبقريات الأفراد ولا قيمة للعبقريين مهما كان عددهم ومهما كانت عبقرية تفكيرهم. فإن الضلال إذا تمكن من الشعب أو الأمة جرف تياره كل شيء، ووقعت الشعوب فريسة سهلة لهذا التضليل وكانت هي ومعها من العبقريون والمخلصون لقمة سائغة يلتهمها الأعداء .
خلق الله عز وجل الانسان وكرمه بالعقل عن باقي المخلوقات والعقل هنى بمعنى التفكير. ولهذا قيل المؤمن العاقل والكافر بلا عقل..فكرامة البشريه تكمن في إيمانها بايدلوجياتها الربانيه. فعندما فقدت الشعوب ذلك فسقطت في مستنقع عميق من التخلف والجهل والتبعية للشرق والغرب… . تراه عالما يتخبط وكثر المنافقين وتغول الجهله على إدارة شؤون الحياه.بمقدار إيماننا بالله عز وجل تتولد الرجوله والشجاعة. أن ترحل من الحياة متألما شامخا خير من البقاء مستمتعا ذليلا أمام قومك وخالقك فهذه هى الكرامه.. فكيف يابن آدم تستطيع أن تجمع بين عبوديتك لخالق وعبوديتك لمال أو لسلطه لتلهث ناعقا مصفقا متسولا لعبد بينه وبين الله حجاب من معاصيه..أسأل الله لنا ولكم حسن الخاتمه