هنالك عدة منصات عالمية لتصنيف الجامعات على مستوى العالم أشهرها ثلاث: تصنيف كيو إس (QS اختصاراً ل Quacquarelli Symonds), تصنيف شنغهاي, تصنيف مؤسسة تايمز للتعليم العالي (Times High Education). ويعتبر تصنيف كي إس أفضلها وأدقها والمعتمد من قبل منظمة التصنيف الدولي (IREG). وسأقتصر الحديث عن تصنيف الجامعات العالمية الذي خرج للعلن قبل أقل من شهر تبعاً لتصنيف كيو إس .
يقوم تصنيف كيو إس بدراسة أفضل 1000 جامعة بالعالم من بين ما يزيد عن 26 ألف جامعة ومعهد للدراسات العليا من خلال جمع آراء أكثر من 80 ألف أكاديمي على مستوى العالم. يستند هذا التصنيف على ستة معايير: السمعة الأكاديمية للجامعة 40٪, جودة البحث العلمي 20٪, نسبة أعضاء هيئة التدريس إلى الطلبة 20٪, المدرسين الأجانب 5٪, سمعة العاملين بالجامعة 10٪.
حصدت الولايات المتحدة الأمريكية كالعادة وبجدارة المراكز الآولى لأفضل 1000 جامعىة كان نصيبها 157 جامعة منها, بريطانيا 57, ألمانيا 45, استراليا 37, فرنسا 35, كندا 26, اليابان 17, كوريا الجنوبية, 15. وكان لمجموع الدول العربية 41 جامعة (منها فقط 10 من أفضل 500 جامعة على مستوى العالم).
تصدر معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) الأمريكي جامعات العالم لهذا العام. وكانت جامعة سنغافورة الدولية (National University of Singapore) الجامعة الآولى على مستوى قارة آسيا. وقد تصدرت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن السعودية أفضل 10 جامعات عربية من بين 41 ظهرت ضمن أفضل 1000 جامعة على مستوى العالم حيث كان تترتيبها على النحو التالي:
السعودية : 3 جامعات (الملك فهد للبترول والمعادن, جامعة الملك عبد العزيز, جامعة الملك سعود) والجامعات الثلاث كانت ضمن أفضل 500 جامعة على مستوى العالم.
الإمارات العربية المتحدة: جامعتين (جامعة الإمارات العربية المتحدة, الجامعة الأمريكية بالشارقة)
مصر: جامعة واحدة (الجامعة الأمريكية بالقاهرة)
الأردن: جامعة واحدة (جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية)
قطر: جامعة واحدة (جامعة قطر)
لبنان: جامعة واحدة (الجامعة الأمريكية في بيروت)
وكان حضور جامعات بعض الأقطار الاسلامية خجولا تراجع عن مراتبه للسنوات السابقة ولم يظهر أي من الجامعات العربية والاسلامية من أول 180 من القائمة. وظهر لتركيا 10 جامعا ت من القائمة الألفية وجامعتين من قائمة أفضل500 جامعة, وايران 6من افضل 1000 وجامعتين من أفضل 500 جامعة ولماليزيا 13 جامعات منها 6جامعات من أفضل 500 جامعة. وكما تراجعت ولأول مرة جامعات الكيان الصهيوني حيث ضمت قائمة أفضل 500 بالعالم فقط 3 جامعات (العبرية, جامعة تل أبيب, التخنيون) بينما حافظت جامعة بير زيت الفلسطينية على موقعها بين فئة 810-1000 من بين 26 ألف جامعة لتكون بين أفضل 2.7٪ من الجامعات العالمية.
يبعث تصنيف المراتب المتراجعة التي احتلتها الجامعات العربية حسب تصنيف كيو إس لجامعات العالم هذا العام على الحسرة على وضع جامعاتنا في الأردن ومصر ولبنان والعراق والسودان ودول المغرب العربية. ويبقى الإنجاز غير المسبوق بعث الأمل فينا هو ما احتلته بعض الجامعات السعودية بمراتب أرفع مقابل تراجع جامعات الكيان الصهيوني.
ترقى الجامعات بتعزيز البحث العلمي وتوفير الدعم المالي واستقطاب الطلبة المتميزيين الدوليين وإثراء البيئة التعليمية بالتقنيات المتقدمة. نأمل أن تتوفر البيئات والظروف المناسبة للنهوض بجامعاتنا في الأردن وكل الأقطار العربية لتبقى صروحاً للعلم والفكر المنير.