في كل عام يعيش الاردن عرسا وطنيا يمتد من تشرين الاول و لغاية كانون الثاني، هذا العرس هو موسم قطف و عصر ثمار الزيتون. لكن للأسف هنالك من يصر على ان ينكد علينا عرسنا عن طريق غش زيت الزيتون.
الجهات الرقابية المعنية بالتعاون مع الجهات الامنية المختصة تبذل جهودها للحد من هذه الظاهرة الغريبة على مجتمعنا و ديننا، و لذلك استطاعت هذه الجهات ان تضبط ما مجموعه 1237 تنكة زيت تزن 19660 كيلو غرام حتى العاشر من تشرين ثاني و للأسف الرقم بزدياد. لم تتوقف هذه الجهات عند هذا الحد بل اعلنت عن اسماء غشاشي الزيت.
هذه المقالة و التي اتمنى ان تنشر في صفحة اراء من صحيفة الرأي الغراء يجب ان تتضمن رأيا و هذا ما ساعكف عليه كما فعلت في عشرات المقالات السابقة و التي اعطتني الرأي العزيزة الفرصة لنشرها في صفحة اراء. هذا الرأي هو ما سأسميه سياحة الزيت.
مشترو الزيت الذين يتعرضون لعمليات الغش هم من سكان المدن الكبيرة و الذين لا يملكون حيازات مزروعة باشجار الزيتون، و لذلك اقترح على هولاء المواطنين ان يتوجهوا الى معاصر الزيتون لشراء حاجتهم من الزيت من المعصرة مباشرة (من المزراب كما يقال). بهذا الاسلوب نفوت الفرصة على ضعاف النفوس و نحصل على المؤونة من زيت الزيتون باسعار مناسبة.
التوجه الى معاصر الزيتون لشراء الزيت قد يخلق سياحة داخلية و خصوصا اذا وجد تجاوب من ادارات المعاصر و الشركات السياحية.
في الاردن 127 معصرة للزيتون و معظمها موجود في اماكن مؤهلة لان تكون جاذبة للسياح. المعاصر التي تقبل فكرة سياحة الزيت من الممكن لها باجراءات بسيطة ان تكون ذات قيمة مضافة في مشروع سياحة الزيت. هذه المعاصر يمكن ان تقدم جولة تعريفية بمراحل عصر ثمار الزيتون و في نهاية الجولة تقدم هذه المعاصر للسياح فرصة تذوق و شراء الزيت بعبوات و احجام مختلفة. يمكن لهذه المعاصر ايضا ان توفر مكان لجمعيات المجتمع المحلي لعرض منتوجاتها المختلفة و خصوصا تلك التي تصنع بالتوافق مع موسم عصر الزيتون مثل صناعة المقدوس و الرصيع على سبيل المثال.
شركات السياحة ايضا يمكن لها ان تحاول تنظيم رحلات الى معاصر الزيتون بعد الاتفاق مع المعاصر على ان تكون هذه الرحلات باسعار مدروسة و معقولة.