يتهم طائر الحدأة بانه المسؤول الرئيس في حرائق الغابات في استراليا المستمرة دون توقف منذ أكثر من ستة أشهر وأنها ساهمت في حرق نصف مليار طائر. ويستند هذا الاتهام إلى أن بعض المزارعين في أستراليا شاهد هذا الطائر وهو يلتقط العصى المشتعلة ويطير بها ليسقطها في الحقول الجافة. يعتقد علماء البيئة أن الحدأة تقوم بذلك لتخويف الحيوانات الصغيرة من القوارض والزواحف لينقض عليها أثناء هربها وهي وسيلة لكشف طرائدها وحرق الشجيرات الصغيرة والأعشاب ليصبح قادراً على رؤية ما يريد رصده والاقتتات عليه وبالأخير طريقة في تحصيل العيش وكسب الرزق. وقد تهاجم طيور الحدأة الأسواق وتخطف طعامها من أيدي المتسوقين. وكما تشاهد محلقة فوق أماكن الشواء وتغير عليها أحياناً لتلتقط منها فحماً مشتعلاً. وقد شرع رسولنا الكريم علية الصلاة والسلام قتل الحدأة أينما كانت وهي من أخس الطيور بالذاكرة العربية.
تتبع الحدأة (Kite) الطيور الجوارح وتتخذ من قمم الأشجار المرتفعة موقعاً لها. ويطلق على الحدأة لقبر “الطائر اللئيم” و “الطائر الشرير” و “طائر النار” و “عاشق الحرائق و “صقر النار”. تتغذى الحدأة على الحمام والطيور الصغيرة وعلى القوارض لا سيما الفئران وعلى أسراب الجراد وعلى القواقع وبعضها تتغذى على نفايات الشوارع. وكما تتغذى الحدأة على الدواجن والرمم ولذلك يتناقل العامة في فلسطين المثل الشعبي ” الحودة لو بتطعم بتسرقش الصيصان”. والحدأة طائر بحجم أكبر من الحمامة له ذيل أبيض طويل متشعب وأجنحة رمادية ذات أطراف سوداء. تعيش الحدأة في المناطق الدافئة وبالقرب من مصادر المياه حيث تتغذى على الأسماك الميتة على الشواطيء. تمتاز الحدأة بقوة البصر ولها صوت مخيف يسمع من مسافات بعيدة. وتبني الحدأة أعشاشها على أشجار تزينها بخرق متعددة الألوان وتضع ما بين 10-20 بيضة في المرة الواحدة.
تم تسجيل نوعين من طيور الحدأة في بلاد الشام هما: الحدأة السوداء المهاجرة من وسط اوروبا (Milvus migrans) المتواجدة في معظم مناطق أروبا وآسيا وافريقيا واستراليا. والنوع الآخر مقيم في بلاد الشام وهو الحدأة سوداء الجناحين (Elanus cseruleus) ولم أتمكن من التأكد من وجود الحدأة الحمراء في الأردن وفلسطسن. وتشاهد الحدأة بكثرة عادة في شهر آذار, وهو طائر وزائر دائم يستريح عدة أيام قبل مواصلة سفره. وتستطيع الحدأة التوقف أثناء الطيران وليس ذلك متاحاً لغيرها من الكواسر.
وجهت التهم للحدأة بالتسبب بحرائق الغابات في استراليا من قبل عدد محدد من علماء الطيور وعلماء البيئة لا سيما من جامعة سدني الأسترالية وتناقلت الأمر بعض الصحف العالمية المشهورة لا سيما ديلي ميل البريطانية ومجلة (BioOne) الأمريكية وتناقلته وسائط التواصل الاجتماعي حول العالم, الوسيلة الأفضل للترويج والفبركة والتضليل. وتعتقد الغالبية الساحقة من علماء البيئة أن حرائق غابات استراليا سببها الإنسان والتغير المناخي لعنة العصر الأكثر وضوحاً وما الحدأة إلا أحد ضحاياها.