ظهر فيروس كورونا منذ ما يقرب من اربعة اشهر في الصين ومنه انتشر الى معظم انحاء العالم. وبانتشاره اكتشف العالم انه غير مستعد صحيا لمثل هذا الوباء، وهنا بعد ان اسجل لاجهزة الدولة المختلفة تحية التقدير والاحترام على ما يقومون به لمكافحة هذا الوباء اشير الى ما يدل على ان النظام الصحي العالمي غير مستعد.
مع بداية انتشار الوباء في القارة العجوز (اوروبا) تقاعست الدول الاوروبية عن مساعدة بعضها ومنذ ايام لجأت الحكومة الامريكية الى القرصنة الدولية، فقد استولت على شحنة من الكمامات في تايلند كان من المفترض ان تشحن الى المانيا بعد ان دفعت سعرا اعلى وهذه تركيا تمنع شحن كمامات ومستلزمات اخرى مصنوعة في مصنع اسباني في تركيا كانت في طريقها الى اسبانيا.
لا شك في ان لهذا الوباء اثارا سلبية جدا على البشرية فقد اصاب هذا الوباء ما يزيد على مليون ومئتي الف انسان حتى الان و حصد ارواح ما يزيد على خمسة وستون الفا، هذا على الجانب الصحي والاثار السلبية على الجانب الاقتصاد ستكون كارثية.
وعلى الرغم من اني لست مختص بالاقتصاد لكني ساجتهد في تقدير اثاره على الاقتصاد الوطني، فاذا كان معدل الناتج المحلي الاجمالي ما يقرب من ثلاثين مليار دينار في السنة وبواقع مليارين ونصف لكل شهر وتعطلت الحياة لشهرين فهذا يعني ان الاثار ستطال نسبة كبيرة من الناتج المحلي الاجمالي في هذين الشهرين والمقدرة بخمسة مليارات من الدنانير.
على الرغم من هذه الاثار السلبية، هل من الممكن ان نستخلص من هذا الوباء بعض الدروس الايجابية وليس هذا فقط بل ان نتبنى هذه الدروس حتى تصبح جزءا من حياتنا. اعتقد ان بعض الدروس ممكن ايجادها من هذه الجائحة وساتوقف هنا مع بعض هذه الدروس:
اولا الادراة المثلى للموادر المالية على مستوى الدولة وعلى المستوى الشخصي: فالدولة ان استثمرت في قطاعين مهمين هما الصحة والتعليم تكون قد انفقت موادرها فيما يعود اثره على كل المواطنين. والمواطن الذي يحسن التصرف فيما يملك سيربح في النهاية، فهاهي مطاعم الوجبات السريعة والعالمية منها على وجه الخصوص والتي ترسل ارباحها الى خارج الاردن مغلقة منذ ما يقرب الشهر ولم نمت من الجوع.
ثانيا الاهتمام بالثقافة: والثقافة غير التعليم وشعوب العالم العربي على ذيل قائمة الدول من حيث معدل القراءة. فاذا سألت احدهم عن اخر كتاب قرأه فمن المؤكد ان اجابات المعظم ستكون الصمت، وهو صمت غير مقبول وخصوصا ان الفضاء الالكتروني يحتوي على الكثير من الكتب الالكترونية ونستطيع قراءتها مجانا بدل ان نضيع اوقاتنا على صفحات التواصل الاجتماعي. وليس هذا فقط فبناء مكتبة منزلية اصبح متاحا في الاردن، فقد عمدت وزارة الثقافة منذ سنوات على اصدار وطباعة وبيع مجموعة من الكتب باسعار زهيدة (35 قرش للكتاب) تغطي مجالات مختلفة.
ثالثا التخلي عن العادات غير الصحيحة: في مناسباتنا الاجتماعية الكثير من العادات غير الصحية و يجب التخلص منها على سبيل المثال التقبيل و شرب القهوة من فنجان و احد و اسلوب تقديم الطعام في الولائم. فما المانع من ان نكتف بالمصافحة في الظروف العادية و برفع اليد في غيرها. و هل يجوز و نحن نعيش في القرن الواحد و العشرين ان يشرب كل من حضر حفل فرح او مناسبة ترح من ذات الفنجان. كان الاجداد يضعون وعاء ماء بجانب موقد النار المخصص لاعداد القهوة لغسل الفناجين باستمرار.
الدروس التي يمكن الاستفادة منها كثيرة و اذا ما تفكرنا في هذه الدروس سنجد انها من التي يحثنا عليها ديننا الحنيف. بعد ان تنتصر البشرية هلى هذه الوباء يجب ان نعيد تقيم اسلوب حياتنا فما بعد كورونا ليس كما قبلها.