في الثاني و العشرين من شهر ايار من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للتنوع الحيوي، و يعرف على انه تنوع الكائنات الحيوية و الذي يمكن قياسه على مستويات مختلفة منها المستوى الوراثي و مستوى النوع و مستوى النظام البيئي.
مرت الكرة الارضية حتى الان بخمس انقراضات عظيمة، مات في كل واحد من هذه الانقراضات ما بين 50% الى 90% من انواع الكائنات الحية التي كانت موجودة في ذلك الزمان. حدث اخر هذه الانقراضات قبل 65 مليون عام، انقرضت فيه الديناصورات و سادت فيه الثديات على باقي الحيوانات. كان السبب في حدوث هذا الانقراض سقوط نيزك او كويكب بقطر 10 كيلومترات في خليج المكسيك. القاسم المشترك بين هذه الانقراضات العظيمة الخمسة انها حدثت بفعل الطبيعة.
التنوع الحيوي يزودنا بالغذاء الذي نتناوله و معظم الدواء الذي نداوي به مرضانا اصله من نباتات بالاضافة الى ان اقتصاديات دول عديدة تعتمد على محميات الحياة البرية “السياحة البيئية”.
الانقراض العظيم السادس بدأ و هو مستمر الان كنتيجة للنشاط البشري. ممارسات بشرية مختلفة ادت الى فقدان او خسارة التنوع الحيوي منها تدمير الموائل و الصيد الجائر و الانواع الغازية و التلوث و التغير المناخي.
انسان هذا الزمان و خصوصا في دول العالم الاول و بناء على دراسات علمية يستهلك اكثر من الذي يمكن للارض ان تقدمه بشكل مستدام. فعلى سبيل المثال يحتاج الانسان الواحد في امريكا الى 7,2 هكتار كي يعيش و المستوى العالمي هو 2,7 هكتار/انسان علما بان قدرة الارض هي 1,8 هكتار/انسان كي تكون المصادر مستدامة.
الممارسات السلبية للانسان على البيئة و التنوع الحيوي مستمرة، فقطع الغابات ما زال مستمرا و لمعرفة حجم المشكلة يكفي ان نقارن بين صور الاقمار الصناعية لغابات الامازون في امريكا الجنوبية قبل عشرين عام و الان. ليس هذا فحسب بل ان الانسان ايضا يستنزف المياة العذبة بمعدلات غير مسبوقة.
على الرغم من أن الأنشطة البشرية هي سبب العديد من المشاكل البيئية، الا ان لدينا أيضًا القدرة على إصلاح الكثير من الضرر. تحديد المناطق الغنية بالتنوع الحيوي و حفظها و تنظيف المناطق الملوثة باستخدام الكائنات الحية و التنمية المستدامة قد تكون من ضمن الممارسات الصحيحة لتعافي نظامنا البيئي.
الحقيقة الاكيدة انه ليس لنا غير الارض لنعيش عليها و عليه يجب ان يكون اسلوب حياتنا اكثر رفقا بالبيئة و ما تحويه من تنوع حيوي. استخدام مصادر طاقة نظيفة و تقليل معدلات انبعاث ثاني اكسيد الكربون قد يخفف من اثار التغير المناخي (ارتفاع درجات الحرارة و تغير انماط الهطول المطري) و الذي يشمل تغير الموائل و الحرائق و ذوبان الجليد في الاقطاب و ابيضاض الحيد المرجاني.