حطت قبل أيام أسراب من طائر الكركي السنجابي (الإسم العلمي Anthropoides virgo) واسمه العام بالإنجليزية (Demiselle Crane) في بعض مناطق الجنوب الشرقي للبادية الأردنية لا سيما منطقة الحفر وباير والحره. وقد سجل وجوده بذات الفترة في كل من جنوب العراق وتونس وفي مصر على شاطيء بحيرة قارون في الفيوم. ويمر هذا الطائر فوق سماء الأردن بالعادة كل عام ويهبط للإستراحة حول المستنقعات لا سيما واحة الأزرق قبل أن يباشر عودته لموطنه الأصلي لقضاء فصل الصيف ثم لا يلبث أن يبدء هجرة جديدة باتجاه الجنوب هرباً من البرد. ويشمل خط هجرته من أقصى شمال سيبيريا حتى أقصى جنوب أفريقيا وجنوب القارة الآسيوية. وأثناء الهجرة يقود سرب الكركي أحد أفرادها ويوجهها نحو المسار الصحيح ولا يجرء أحد من أفراد السرب على مخالفة أمره. كما يقوم قائد السرب بحراسة سره أثناء النوم والإستراحة من خلال تعليق حجر من الصوان في فمه بين طرفي منقاره ويقف على صخرة كبيرة, فإذا غط بنومه سقط حجر الصوان على الصخرة محدثاً ضجيجاً يوقظ معه أفراد السرب.
يتبع طائر الكركي السنجابي مجموعة طيور الرهو لذا يسمى أيضاَ ب “الرهو السنجابي” و “الطائر الذكي” و “طائر المناخ” بسبب مقدرته على التكيف مع التغيرات المناخية ويغير غذائه حسب المواسم وما يتوفر خلالها من غذاء. يتغذى هذا الطائر على القوارض الصغيرة والبرمائيات والأسماك لا سيما أسماك التونه وكذلك الحبوب والتوت وبعض الحشائش. ويعيش طائر الكركي حتى 50 عاماً, وتضع الأنثى بيضتين على الأرض في عش بسيط مكون من خرق قماش مهترئة وأحياناً من أغصان جافة. ويقوم الذكر بحماية العش من المفترسات على مدار فترة الحضن البالغ 28 يوماً.
يعتبر طائر الكركي من أجمل الطيور وأطولها وأضخمها وهو طير مهاجر له صوت مميز يعرف ب “النغيق” ويمتاز بأرجله الطويلة وريشه الرمادي وعيونه الحمراء وعنقه الطويل به شريط أسود ممتد حتى الصدر وخصلتين من الريش الأبيض الحريري خلف عينيه. ويصل طوله حتى 100سم وطول جناحيه حتى180 سم ومعروف برقصاته المتقنة. يمد الكركي رقبته أثناء الطيران ويطير على ارتفاع 8000 متر بعيداً عن عيون الصيادين. ويلجأ الصيادون بابتكار طرق متنوعة لصيده جعلته من الطيور المعرضة للإنقراض. وقد قامت بعض المجتمعات في بعض الدول مثل أفغانستان وتركيا ومنغوليا والصين والهند وأفغانستان بتدجينه والمتاجرة بلحومه.
حمى الله كل الطيور المهاجرة المارة في سماء بلادنا.