يعرّف رائد الاعمال على انه فرد يعمل على تأسيس وادارة شركة صغيرة بدلا من العمل كموظف لدى اخرين، مع تحمل كافة مخاطر عدم نجاح المشروع. ينظر عادة لرائد الاعمال على انه مبتكر ومصدر للافكار والسلع والخدمات الجديدة.
يلعب رواد الاعمال دورا مهما في اي اقتصاد، هؤلاء هم الاشخاص الذين لديهم المهارات والمبادرة اللازمة لتوقع الاحتياجات الحالية والمستقبلية وتقديم افكار جيدة جديدة للسوق.
الاردن والذي يتميز بارتفاع نسبة الشباب فيه الى العدد الكلي للسكان يعاني من ارتفاع نسب البطالة والتي وصلت الى ما يزيد عن 19% من مجموع القوى القادرة على العمل في نهاية العام الماضي. القطاع العام اصبح غير قادرا على استيعاب اعداد جديدة من طالبي العمل الا في بعض القطاعات و باعداد محدودة كل عام لا تتناسب مع الداخلين الجدد الى سوق العمل.
للتغلب على مشكلة البطالة تحاول الحكومة بذل المستطاع لايجاد فرص عمل للشباب في القطاع الخاص، و عن طريق التدريب، و زيادة معدلات النمو و العمل على احلال العمالة المحلية مكان العمالة الوافدة. طرق التغلب على البطالة مختلفة مع الاخذ بعين الاعتبار ان لكل مجتمع خصوصية و لكن مما لا شك فيه ان تشجيع الشباب على انشاء اعمالهم او شركاتهم الخاصة هي من انجع الطرق للتخلص او على الاقل التقليل من معدلات البطالة.
ثقافة ريادة الاعمال في الاردن بدأت بالظهور منذ اكثر من عقد من الزمن و لا يخلو يوم الا و نسمع فيه عن خبر له علاقة بريادة الاعمال في وسائل الاعلام المسموعة او المقروءة او المرئية. كما ظهرت مؤسسات كثيرة تعنى بريادة الاعمال بعضها يدرب الشباب المهتم و بعضها يمول و بعضها الاخر يختص بتسريع القائم من الشركات الناشئة و يكفينا ان نعلم ان احدى المنصات المعنية بدعم رواد الاعمال قد دعمت لغاية الان ما يزيد على 150 شركة ناشئة، القيمة السوقية لبعض هذه الشركات يقدر بملايين الدنانير.
الشركات الناشئة تطرح منتجات مختلفة، فبعضها يطرح حلولا لفئات محددة من الزبائن و بعضها الاخر يطرح منتجات موجهة لكل الناس. اسعار منتجات الفئة الاولى من الشركات الناشئة تحدد بالتفاوض ما بين المنتِج و المستهلك، و من المؤكد ان كلا الطرفين يعرف ما يريد و الى اين يمكن ان يصل. و لكن اسعار منتجات الفئة الثانية و الموجهة لكل الناس يجب ان تكون مدروسة بعناية فائقة.
مشاهدتي لاحدى المحطات الفضائية المحلية و التي تروج لمنتجات رواد الاعمال من الفئة الثانية دفعني لكتابة هذه السطور. دعم رواد الاعمال مسؤولية الجميع، و يمكن تحقيقها بطرق مختلفة كأن تشتري الحكومة منتجات هذه الشركات و لكن يجب على رواد الاعمال و خصوصا من الفئة الثانية ان يحددوا اسعار منتجاتهم بناءا على معاير منطقية، فمن غير المعقمل ان يكون سعر قطعة (لوح) صابون الغار و التي لا يتجاوز وزنها 100 غرام 7 دنانير (سلامات الله على صابون المفتاحين) و من غير المعقول ايضا ان ادفع 5 دنانير ثمن 250 غرام من المعمول التمر، ما ينطبق على هذين المثالين ينطبق على كثير من منتجات رواد الاعمال.
بهذه الاسعار الغير مدروسة، كاتب هذه السطور غير قادر على دعم رواد الاعمال في الاردن.