تشمل البروتوكولات المتبعة للوقاية من الإصابة أو للحد من تأثيرات الإصابة بفيروس كورونا في معظم دول العالم على حزمة من فيتامين C، فيتامين D ، الزنك (الخارصين)، مضاد حيوي فعال قادر على الوصول إلى أنسجة الرئتين). وهنالك مؤشرات ودراسات وبحوث تؤشر على الدور الأساسي الذي يلعبه الزنك للوقاية من مضاعفاات فيروس كوفيد-19.
يعتبر الزنك واحداً من أهم المعادن التي يحتاجها الجسم، ويعدّ من المغذيات الرئيسية التي لا يمكن للجسم إنتاجها وتخزينها بشكل طبيعي، ويحصل عليه الجسم من الغذاء والدواء. والزنك أيضاً ثاني أكثر المعادن النزرة المتوفرة (Trace elements) في الجسم بعد الحديد وهو هام بالنسبة لكثير من الوظائف الحيوية بالجسم، ويؤدي دوراً حاسماً في فعالية أكثر من 300 من الإنزيمات في جسم الإنسان ويتوفر في معظم أنسجة الجسم وسوائله لا سيما العضلات.
هنالك العديد من المؤشرات على أن الزنك فعال للغاية ضد فيروس كورونا (كوفيد- 19) والعديد من الفيروسات الأخرى. بل يذهب البعض إلى أن نقصان الزنك ونفاذ مخزون الجسم منه أحد أهم العوامل التي تضعف الجسم أمام فيروس كوفيد المستجد والذي يتوافق مع فقدان حاسة الشم. وكما أكدت الدراسات انخفاض مستويات الزنك لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن، ومرضى السكري وارتفاع ضغط الدم ووليست مفارقة أنها ذات الفئة الأضعف أمام الإصابة بفيروس كورونا المستجد.
يمكن فهم دور الزنك في مقاومة الإصابة بفيروس كورونا إذا ما عرفنا دوره في تمتين مناعة الجسم أمام العديد من الأمراض وكبح العدوى لا سيما الأمراض الفيروسية وهو ضروري للكثير من الوظائف الحيوية بالجسم. وقد لعب الزنك دوراً رائداً في الوقاية من فيروس سارس عام 2010م. ويعمل الزنك على تفعيل الخلايا المناعية التائية (T-Cells) وانتاج الأجسام المضادة التي تساعد االجسم على السيطرة وتنظيم جهاز المناعة والهجوم على الخلايا المصابة والخلايا السرطانية.
عوضاً عن دور الزنك الأساس في تقوية المناعة, فإن له دورا هاماً في نمو الجسم وعمل الجهاز العصبي وإصلاح الأنسجة التالفة وفي التصدي لنزلات البرد والإلتهابات الرئوية والإسهالات ومنع تساقط الشعر ومحاربة حب الشباب وطفح الحفاضات (التصميت) وتشتت الذاكرة وفي الحماية من هشاشة العظام وتقليل مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول بالدم وفي تجنب التشوهات الجنينية والولادات المبكرة وحماية شبكية العين والدرقية من التضخم. وكما يلعب الزنك دوراً هاماً في الخصوبة الجنسية وفي حماية البروستات وبالمحافظة على مستويات هرمون التستوستيرون وانتاج الحيوانات المنوية وتنظيم الدورة الشهرية عند الإناث.
يمكن الحصول على الزنك من بعض الأطعمة أو في صورة مكملات غذائية أو على هيئة عقاقير طبية. وأم مصادر الزنك الألبان والأجبان واللحوم والمأكولات البحرية والشكولاته والكاكاو والمكسرات والبقوليات ومعظم الفواكه. وتتراوح الجرعة اليومية التي يحتاجها الجسم مابين 20-40 ملغم يمكن الحصول عليها من الغذاء اليومي وتحتاج المرأة الحامل والأم المرضعة إلى أكثر من ذلك بينما يكفي الأطفال 10-15 ملغم يومياً.
ولا بد من الإشارة إلى مخاطر تناول جرعات زائدة من الزنك أبرزها منع امتصاص الحديد ومن ثم التسبب في فقر الدم إضافة لشعور دائم بالإعياء وآلام البطن. بينما تتمثل أبرز مؤشرات نقص الزنك تغير الطعم وفقدان حاشة الشم. ويعاني ثلث سكان العالم من نقص ب في مستويات الزنك في أجسامهم.