توجد حروب ونزاعات بين الحيوانات، وتحدث معارك شرسة بينها من أجل البقاء والحفاظ على مناطقها من الدخلاء ولتوفير الأمن الغذائي. وفيما يلي بعض من نماذج للصراع بين بعض الحيوانات على قاعدة ما سلف.
صراع الأسود ووالضباع
الأسد والضبع غريمان تقليديان، يصطادان نفس الفريسة ويختطفانها كل من الآخر على قاعدة الردع وموازين القوى. وعلى الرغم من أن الأسود أكبر حجما من الضباع بمقدار مرتين أو ثلاث إلا أن الضباع تتميز بفكها القوي وتقوم بالهجوم علي الأسود من جميع الاتجاهات حال المواجهة معهم معرضة نفسها للموت. وإذا كان اعداد الضباع اكثر بمقدار اربعة مرات فإن الفرار أو الصعود على الشجرة يكون هو السبيل الوحيد امام الاسود للنجاة حيث لا يمكن للضباع تسلق الاشجار.
وإذا ما لاحظ قطيع الضباع الأسود, تترك الضباع الفريسة منتظرة دورها على مسافة 100 متر دون مضايقة للأسود. وقد تلجأ الضباع لإختطاف الفريسة من الاسود في حالات قليلة. وتعتبر الاسود القاتل الأول للضباع بنسبة 70٪ حيث لا مفر من المعركة إذا تواجد الأسود في المناطق التي يسيطر عليها الضباع. ومن اشهر المواجهات بين الأسود والضباع تلك التي حدثت عام1999م في اثيوبيا واستمرت اسبوعين وأسفرت عن مقتل ستة اسود و35 ضبعاً. وكما نشأت معركة أخرى قبل ثلاث سنوات بين هذين الغريمين في أحد مناطق جنوب أفريقيا قتل بها 56 ضبعاً وأربع أسود.
صراع النمل الأحمر والنمل الأسود
يتنافس النمل الأحمر والنمل الأسود على مصادر الغذاء خاصة إذا تواجدا بالقرب من بعضهما البعض على مساحة صغيرة حيث يتبادل النمل الأحمر والأسود الهجمات ويحاول كل طرف تدمير أعشاش الطرف الآخر مستخدماً العض واللدغ والسلاح الكيماوي في المعارك. ويفجر بعض النمل نفسه دفاعاً عن موطنه عن طريق انقباض عضلاته ونثر أشلاء جسده حول على المحتوية الأسيتوفينون ومواد كيميائية اخرى قادرة على شل العدو.
صراع أسماك القرش والدلافين
تتجنب أسماك القرش دائما المواجهات المباشرة مع الدلافين ولديها اسبابها المقنعة لذلك. فللدلافين هيكل عظمي متحرك يمكنها أن تناور بشكل جيد وبسرعة مقارنة باسماك القرش ذات الجسد الممتليء بالغضاريف التي تمنعها من الدوران بسهولة. ويعتبر الذكاء السلاح الرئيسي للدولفين, لذا فإن سمكة القرش دائماً حذرة وتتجنب أسراب الدلافين وتبقى بمفردها ولا تعيش في جماعات إلا في موسم التزاوج أو في المناطق التي يكثر فيها الغذاء. وبالمقابل تعتبر الدلافين حيوانات اجتماعية تسبح سويا من اجل حماية أفرادها الصغار والكبار. وتستطيع من خلال وحدتها التغلب على سمكة القرش الكبيرة والتصدي لأي هجوم عليها, حيث تحيط الدلافين سمكة القرش وتضربها في اضعف نقطة لديها وهي فتحات الخياشيم وهي بمثابة لكمات في المعدة عند الإنسان.
صراع النحل والدبابير
تُغير الدبابير على المناحل عندما تكثر اعدادها عند نهاية فصل الصيف لتتغذى عليها. وبطبيعة الحال, لا يستسلم النحل بل يستميت بالدفاع عن نفسه وعن موطنه. وتعمل النحل كفريق حيث تتجمع مع بعضها البعض لتشكل كرة سميكة وتحيط بالدبور من جميع الاتجاهات وتقوم برفع درجة حرارة جسدها من خلال حركات أجنحتها الترددية لمدة ساعة متواصلة فترتفع درجة الحرارة داخل هذه الكرة إلى 45 درجة ليسخن الدبور ويموت.
صراع التمساح وفرس النهر
يتصارع التمساح وفرس النهر على المساحة المائية الخاصة بكل منهما. ويتمتع التمساح بحاستي سمع وبصر قويتين, وذيله قوي ويحتوي فمه على أكثر من 68 سن حاد كالسكين. وبالمقابل فرس النهر عنيف للغاية ثقيل الحركة تبلغ سرعتة 40 كم في الساعة في الماء واليابسة وسلاحه الرئيسي هي اسنانه الكبيرة البالغ عددها 36 والتي من بينها نابان يصل طولهما 6سم. وأفراس النهر سريعة الغضب تدافع عن مساحتها المائية حتى لو كلفها ذلك حياتها.
يندرج الإنسان ضمن المملكة الحيوانية بيولوجياً, ولا نعتبره كذلك فقد كرمه الله على كل خلقه وبنعمة بنعمة العقل والإدراك لا تتوفر لدى باقي المخلوقات. إلا أن بعض البشر يخونون أبناء جلدتهم وأوطانهم, بل ويغدرون لمصلحة الأعداء ضد أبناء جلدتهم. ولما لا يتعلم الإنسان من حيواناته, فالغزلان لا تنسق مع التماسيح ولا تطبع الدلافين مع أسماك القرش ولا يصالح العصفور الأفعى ولا يفرط الجاموس البري بقرونه ويسلمها للنمور المعتدية عليها. ولن تجد نملة حمراء ترشد النمل الأسود إلى مخبأ عدوها اللدود النمل الأحمر, فهي عداوة بشرف ومواثيق لا خيانة بها وقيادة رشيدة لا فاسدة ولا عميلة ومن يشك بذلك فلينظر إلى إدارة مملكتي النحل والنمل.
وما ضير أن نتعلم من الحيوانات فالحصان لايشرب الماء الفاسد والقط يعشق الهدوء وينام عنده ويختار الثعبان لتدفئة نفسه أرضاً امستقرة لا تنهار, وتختبيء الطيور من الحرارة حيثما الخير والماء, وكما تنام وتستيقظ الطيور في في أوقاتها فذلك مسعى النجاح.
فهل اعتبر الإنسان من حيواناته.؟