صدر مؤخراً كتاب بطبعته الأولى تحت عنوان” الجوف في عيون المصورين” عن مركز عبدالرحمن السديري الثقافي. يقع الكتاب في 189 صفحة وكتب نصوصه كل من الأستاذ حسين الخليفة والأستاذ محمد صوانة الذي حرر هذه النصوص أيضًا. والكتاب من تصميم الأستاذ ظافر الشهري، وترجم نصوصه للإنجليزية الدكتور محمد الجبالي بينما راجع الأستاذ الدكتور بشير جرار بعض الأسماء العلمية لبعض الطيور والحيوانات والنباتات. واحتوى الكتاب على عدد كبير من الصور التقطتها بإبداع كمرات تسع من المصورين الشباب بالتعاون مع أرشيف دار العلوم التابعة لمركز عبد الرحمن السديري الثقافي.اشتملت محتويات الكتاب على أربع محاور هي: التراث والآثار، والطبيعة، والأنشطة الثقافية، والحياة الاجتماعية إضافة للمراجع المستخدمة. وقد نال فصل الطبيعة وبيئة الجوف نصيب الأسد لا سيما ما تعلق بالحيوان والنبات، وعبق المطر والبراري، وأحاديث السمّار والفرسان وملاك الإبل. وقدم الكتاب صوراً لافتة لربيع الجوف، ومياه الأودية والمطر، وحيوانات الصحراء وطيورها، وأخبرنا عن الحياة الاجتماعية والمشهد الثقافي في بلدات عدة من الجوف.
قدم الكتاب منطقة الجوف كطيف لشمال المملكة العربية السعودية وقلعته الراسخة وحلقة للوصل بين حضارات مختلفة ومعبر للقوافل التجارية تاريخياً. وأظهر هذا الكتاب الجوف بقلاعها الحصينة التي ردعت الطامعين وصدت الغزاة حيث عجزت زنوبيا ملكة تدمر على سبيل المثال لا الحصر عن اقتحام قلعة مارد وعادت بخفي حنيين خالية الوفاض من حيث أتت. واشتمل هذا الكتاب على وصف مصور لوادي السرحان, الخصر الغربي لمنطقة الجوف ولم يغفل بذات الوقت قرى الملح في شمال منطقة الجوف. ضمن المصورون الكتاب لوحات بيئية رائعة من الرمال والسهول والجبال والحرات وما تزخر به منطقة الجوف من تنوع أحيائي من الزواحف والطيور والثدييات والنباتات إضافة للعديد من المشاريع الاقتصادية والزراعية والسياحية والمتنزهات الوطنية بأفضل والبنى التحتية والمنشاءات السياحية الواعدة. وكما أظهرت صور هذا الكتاب أهمية بحيرة دومة الجندل كمنطقة سياحية لأبناء المنطقة والمقيمين بها وعامة مواطني المملكة وخصوصيتها كنقطة عبور للطيور المهاجرة بين ثلاث قارات وأحد عناصر الجذب السياحي بالمنطقة.
قدم هذا السجل الإبداعي صورة وردية واقعية لما تتمتع به منطقة الجوف من أبعاد حضارية وتاريخية ودينية وسياحية, لا سيما مسجد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقلعة مارد التاريخية وعديد من المزارات السياحية الأثرية, وقلعة زعبل وبئر سيسرا وأعمدة الرجاجيل وقلعة مويس وقصر كاف إضافة لمتحف الآثار والمتحف الشعبي بدومة الجندل ومحتوياتها من العديد من المعروضات التاريخية. ولم يفت كمرات المصورين بساتين النخيل الواسعة وعيون المياه الجارية بمنطقة الجوف وأنشطة نوادي الفروسية والعديد من الفعاليات والأنشطة ذات الأهمية الترفيهية والسياحية الخاصة بالمنطقة.
قدم كل ذلك للقراء بأحسن عرض وأبهى الصور،وأجمل المظاهر وأحسن الكلام، دون خروج قيد أنملة على ثقافة المنطقة وتراثها. بوركت كل الجهود المباركة والوفية لثقافتنا وبيئتنا العربية.