مندوبًا عن وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأستاذ الدكتور عزمي محافظة افتتح أمين عام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الاستاذ الدكتور مأمون الدبعي بحضور رئيس جامعة جرش الأستاذ الدكتور يوسف أبو العدوس، فعاليات “المؤتمر الدولي الأول للدراسات الآسيوية” الذي استضافته جامعة جرش وبتنظيم من الملحقية الثقافية الماليزية بالتعاون مع جمعية خريجي الجامعات الماليزية، وبمشاركة ثلة من علماء وباحثين من الجامعات الأردنية والماليزية والاسيوية وبعض الهيئات والمنظمات من المجتمع المدني.
وأكد الدبعي في كلمته خلال حفل الافتتاح أن التفاعل بين الحضارات هو سلوك حضاري يقوم على التفكير بطريقة غير محصورة في وطن الإنسان، والنظر إلى القضايا من مختلف الجوانب، وذلك مع الحفاظ على الإحساس بالذات والهوية الثقافية للمرء ودون التخلّي عن الاقتناع بالأفكار الشخصية، مضيفًا أننا في الأردن منفتحين بشكل كامل على كافة أشكال التفاعل مع كل الحضارات في العالم نتعلم منهم ويتعلمُونَ مَنَا وَنَسِيرُ بِاتِّجَاهِهِمْ ويسيرونَ باتجاهنا لتلتقي في نقطة هامة في منتصف الطريق قائمة على مبادئ الإنسانية تلتف حولها جميع الحضارات.
وأعرب الامين العام الدبعي عن فخره بوجود مئات الطلبة الماليزيين الدارسين في مؤسسات التعليم العالي الأردنية، وبوجود المئاتِ أيضاً من أبنائنا وبناتنا الطلبة الأردنيين الدارسين في مؤسسات التعليم العالي الماليزية التي يعتبر الكثير منها من المؤسسات الرائدة على مستوى العالم، مشيرًا إلى أن تدريس اللغات الآسيوية مثل الصينية والكورية موجود في عدد من جامعاتنا الأردنية وهذا أكبر دليل على أهمية هذه اللغات بالنسبة لمؤسسات التعليم العالي الأردنية.
ولفت الدبعي إلى أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الأردنية حريصة على توثيق جميع أواصر الترابط بين مؤسسات التعليم العالي الأسيوية من جهة ومؤسسات التعليم العالي الأردنية من جهة أخرى سواء على مستوى تبادل الخبرات من أعضاء هيئة التدريس أو الطلبة وأيضاً في مجال البحث العلمي والابتكار، مؤكداً على انفتاح وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على دعم جميع الجهود الرامية إلى تحقيق مزيد من الشراكات مع مؤسسات التعليم العالي الماليزية إضافة إلى فتح الباب أمام الباحثين والدارسين الأردنيين لخوض غمار الدراسات الآسيوية بما يخلق بيئة فكرية فريدة، ونأمل في توفير منصة لافتة ومميزة للباحثين والأكاديميين وصانعي السياسات وطلاب الدراسات العليا لتبادل المعرفة وتبادل الأفكار وإنشاء الروابط الأكاديمية.
من جانبه رحب رئيس جامعة جرش الأستاذ الدكتور يوسف أبو العدوس براعي الحفل والمشاركين والحضور مستعرضًا الأهمية التاريخية لمدينة جرش التي ارتبط اسمها بالجامعة التي حصلت على موافقة وزارة التعليم العالي على إنشائها عام 1992، وبدأ التدريس فيها عام 1993، وكانت أول جامعة خاصة في شمال الأردن، وتعد أكبر مؤسسة استثمار خاصة في محافظة جرش، وساهمت في حل مشاكل الفقر والبطالة مشيرًا أن الجامعة خرجت أكثر من 30.000 طالب بدرجة البكالوريوس، وأكثر من 1000 طالب بدرجة الماجستير، وتقدم الجامعة 29 تخصصًا لدرجة البكالوريوس و13 تخصصًا لدرجة الماجستير.
وبين أبو العدوس أن الدراسات الآسيوية مصطلح شائع الاستخدام في أمريكا الشمالية وأيضًا في أستراليا وهو ما يُعرف في أوروبا بالدراسات الشرقية. تهتم هذه الدراسات بالشعوب الآسيوية وثقافاتهم ولغاتهم وتاريخهم وسياساتهم، في المجال الآسيوي، وتجمع هذه الدراسات بين علم الاجتماع، والتاريخ والثقافة، والأنثروبولوجيا، والعديد من التخصصات لدراسة الظواهر السياسية والثقافية والاقتصادية في المجتمعات الآسيوية التقليدية والحديثة.
وأعرب نائب رئيس جامعة جرش للكليات العلمية الأستاذ الدكتور أحمد الحوامدة عن سعادته بالتعاون المشترك بين الباحثين والمؤسسات الأردنية والماليزية، مؤكدًا أن الأردن وماليزيا تربطهما علاقات “قوية وتاريخية” وهذه العلاقات تخضع للتطور المستمر، معتبرًا هذا المؤتمر حافزًا لتحديد أولويات واهتمامات البحث المشتركة، ويعد حجر الزاوية في تطوير البحث العلمي، وتدعيم الروابط التعليمية الراسخة التي يبحث عنها العديد من الطلبة الأردنيين والماليزيين باستمرار، واستعرض الحوامدة التطور العلمي في الأردن في العديد من القطاعات مثل الأدوية والصناعات الغذائية، وكذلك الطب وغيرها.
لافتًا أن ماليزيا تعتبر أحدى مراكز الدراسة الإقليمية والدولية الناشئة في آسيا، وهي بلد غني ومتنوع ثقافيًا وله خلفية قوية في تكنولوجيا المعلومات، وهي خيار شعبي متزايد للطلاب الدوليين، مشيرًا أن الجامعات الماليزية تتمتع بحضور قوي في كل من التصنيفات العالمية والإقليمية.
واستعرض رئيس جمعية خريجي الجامعات الماليزية في الأردن الأستاذ الدكتور محمد أبو شقير فكرة الجميعة وتاريخ نشأتها والتي تمت الموافقة عليها مؤخرًا وتتمثل مهمتها في ربط الخريجين من الجامعات الماليزية مع بعضهم البعض، وتقديم خدمات قيمة للأعضاء، ودعم مهمة الجامعات في التدريس والبحث والاتصال، والخدمات، لافتًا أن القيم الأساسية للجمعية تتمثل في النزاهة، والمسؤولية، والتميز، والاحترام والتشبيك مع مختلف قطاعات المجتمع، مفيدًا بأن الابحاث المقدمة في هذا المؤتمر ستتيح الفرصة للمشاركين في نشرها في عدد خاص في مجلة سكوبس.
القائم بأعمال سفير سفارة مملكة ماليزيا مس وان فــايـزاتــــول أفـــــــزان بينت أن هذا المؤتمر يعمل كمنصة مهمة للباحثين والأكاديميين والممارسين وصانعي السياسات وطلاب الدراسات العليا لمشاركة المعرفة وتبادل الأفكار وإقامة شبكات وعلاقات أكاديمية في تخصصات دراسات آسيا المتعددة، ودفع التأثير المتزايد لآسيا على الساحة العالمية بعد أن توقع محللون أن القرن الحادي والعشرين سيكون قرنًا آسيويًا وهذا بادي من خلال تنامي نفوذ وقوة وقدرات العديد من الدول الآسيوية مثل الصين والهند واليابان بالإضافة إلى دول آسيوية أخرى بما في ذلك ماليزيا وسنغافورة وتايلاند وإندونيسيا وفيتنام مما يجعل آسيا قارة حيوية ومهمة في الجغرافيا السياسية اليوم، آملةً ألا يكتفي المؤتمر بتزويد المشاركين وإثرائهم بالمعرفة حول الموضوعات التي تتم مناقشتها، وتعزيز التفاعل بين الأكاديميين والباحثين الماليزيين الأردنيين بل الاسهام في تعزيز التعاون الماليزي الأردني في مجال التعليم، نظرًا لأن ماليزيا تطمح لأن تصبح مركزًا مهمًا للبحث والعلم والتعليم.
مدير الملحقية الثقافية الماليزية الدكتور رضوان عبد الرشيد أشاد بحسن التنظيم المشترك لهذا المؤتمر بين جميع الأطراف والذي يؤكد التواصل القوي مع خريجي الجامعات الماليزية، مضيفًا تفخر ماليزيا بأن تشهد نجاح خريجيها في حياتهم المهنية، والذي يعمل العديد منهم في الأوساط الأكاديمية والصناعية، ويحتل بعضهم الآن في المناصب العليا في مكان عملهم، وبارك نجاح الخريجين الأردنيين، في حياتهم المهنية مؤكدًا أنهم على استعداد في أي وقت لرد الجميل لماليزيا.
وفي نهاية حفل الافتتاح الذي حضره نائب محافظ جرش محمد العواملة، ورئيس هيئة مديري جامعة جرش محمد الحوامدة، وعدد من رؤساء الجامعات الأردنية الرسمية والخاصة، وممثلين عن الدوائر الإدارية في المجتمع المحلي، وعمداء الكليات في جامعة جرش، والطلبة الماليزيين الدارسين في جامعة جرش، وبعض الجامعات الأردنية قدم الدبعي الدروع التذكارية للمشاركين، وبدوره قدم رئيس جامعة جرش درع الجامعة لمندوب راعي الحفل، ولمندوب محافظ جرش الدكتور فراس الفاعور.
ويذكر انه تقدم للمؤتمر ثلاث وثلاثين ورقة عمل، وتم قبول 22 منها من قبل اللجان المختصة وتم إدراجها في أعمال المؤتمر.
بعدها بدأ المشاركون بمناقشة اوراق عملهم وجهايًا وعبر تطبيق Zoom. وتناول المتحدثون في أبحاثهم العديد من الأمور المتعلقة بالبحث العلمي، وتوطيد الصلات بين الجامعات الأردنية والاسيوية ومنها الماليزية، وتعزيز الروابط المهنية والاجتماعية بينها، وتناول اخرون تجارب جامعاتهم في هذا المجال وكان المتحدثون هم الأستاذ الدكتور فواز عبد الحق، رئيس الجامعة الهاشمية، والأستاذ الدكتور نضال عيشه نائب رئيس جامعة الزرقاء الأهلية، والأستاذ الدكتورة ميلور محمد يونس من الجامعة الوطنية الماليزية، والأستاذ الدكتورة هراواتي هاشم من الجامعة الوطنية الماليزية، والدكتور محمد صالح الحوراني من جامعة العلوم الإسلامية العالمية، والدكتور عماد الزغول، مؤسس ومدير منظمة أرض السلام، والدكتورة حنيطة هانيم بنت اسماعيل من الجامعة الوطنية الماليزية.