افتتح نائب رئيس جامعة جرش لشؤون الكليات الإنسانية رئيس المؤتمر الأستاذ الدكتور زياد محمد ربيع بحضور رئيس الجامعة بالوكالة الأستاذ الدكتور أحمد الحوامدة، ورئيس هيئة المديرين السيد محمد الحوامدة وأعضاء الهيئة، وعمداء الكليات ومديري الدوائر في محافظة جرش، فعاليات المؤتمر النقدي الخامس والعشرين بعنوان ” الأدب العربي الحديث وقضايا العصر” والذي نظمته كلية الآداب بمشاركة علماء وباحثين من فلسطين، العراق، مصر، السعودية، الجزائر، المغرب، لبنان، بالاضافة إلى الأردن. والذي يستمر ثلاثة أيام.
ورحب راعي الحفل الدكتور ربيع بالمشاركين والحضور، مؤكدًا أن كلية الآداب بقيادة الراحل الأستاذ الدكتور محمد أحمد ربيع (رحمه الله ) عميد كلية الآداب السابق حرص على تنظيم مؤتمر نقدي كل عام يحضره كبار النقاد والأدباء والباحثين من عالمنا العربي الممتد على مساحاته الشاسعة للنظر في قضية من قضايا أدبنا ولغتنا يتناولها الباحثون بالدرس والتحليل، للخروج بنتائج إيجابية قيمة في نهاية المؤتمر.
وأردف قائلاً يأتي مؤتمركم هذا، وأمتنا تعيش مرحلة صعبة من تاريخها، لأننا نعيش أزمة اقتصادية وثقافية وحضارية كبيرة لذا فإننا بأمس الحاجة إلى تلمس واقعنا لاستشراف مستقبل أمتنا، فأمتنا اليوم في مأزق كلما نبتت لها شجرة قافية توحدها، حاول أعداؤها وتلامذتهم من أبناء امتنا اقتلاع هذه الشجرة، التي تمثل واحدا من حصون الأمة ومن عوامل اجتماعها ووحدتها. مشيرًا إلى أن هذه المؤتمرات الثقافية استطاعت أن تجمع الأمة وتسهم في توحيد صفوفها وتناغم أفكارها.
مضيفًا أن الغرب والشرق وتلاميذ الاستشراق العجيب لا يجتمعون إلا على أمر واحد هو تفتيت بلاد المسلمين وإضعاف أهلها، وإبعادهم عن الإسلام الذي عزت به أمتنا وسادت عصوراً من الزمن، بما كان يجمعها من عقيدة ، وقد أكد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه هذا بقوله : نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن أبعدناه أذلنا الله. وهكذا هو الواقع المعاش.
وفي كلمته نيابة عن المشاركين أكد الأستاذ الدكتور زاهي سلامة من فلسطين أن هذا المؤتمر يختص بعلوم اللغة العربية سنويًا وهو استمرار لمسيرة العطاء في جامعة جرش، التي تحتفل اليوم باليوبيل الفضي للمؤتمر، متمنيًا أن يستمر هذا المشروع الذي يعد جزءاً من سيرورة عمل متواصل بحسب أسس ثابتة تنهل من الرؤيا الوطنية الثاقبة والرسالة الثقافية والعلمية التي تتبناها جامعة جرش، وتتكئ هذه الرؤيا لتنهض فتية بعزيمة عالية على قصد وتصميم عظيمين لتعزيز اللغة العربية ورعايتها وتحمل أعباء حضاريةً، فتسهم بذلك في بناء الإنسان العربي في شتى الصعد وفي كل المجالات، مشيدًا بجرش الجامعة والمدينة بأيقونيتها ورمزيتها الدالة على الصمود والمنعة والإباء الذي عرفه الأردن من المسؤولية لتخطي الأزمات والعوائق، بطرق المتابعة والمعالجة وإيجاد الحلول من أجل الوصول إلى بر الأمان، مؤكدًا أن كل هذا يحقق الأفضل للغتنا العربية والجامعة والوطن والأجيال القادمة حاملة شعلة المستقبل والإنسانية جمعاء.
وعلى هامش المؤتمر الذي تولى عرافته الدكتور زياد بني عمر افتتح الدكتور ربيع بحضور مدير ثقافة جرش الدكتور عقلة القادري معرض الكتاب بالتعاون مع مديرية ثقافة جرش والذي اشتمل على العديد من الكتب الأدبية والعلمية والثقافية، والروايات والقصص القيمة.
بعد ذلك بدأت جلسات المؤتمر حيث ترأست الجلسة الأولى الدكتورة إيمان ربيع وقدم فيها الأستاذ الدكتور محمد زرمان من الجزائر ورقة عمل بعنوان ” فعالية أدب الاطفال في بناء الثقافة الطفلية”، بينما تناول الأستاذ الدكتور خليل عوده من فلسطين ” الخطاب التفاعلي في الشعر الرقمي وآليات استقباله قصيدة لا متناهيات الجدار الناري لمشتاق عباس نموذجًا”، ” ثقافة اللغة وسلطتها في ضوء انعكاسات اللغة العربية وجمالياتها في ثنايا الشعر الكلاسيكي الكردي كان عنوان البحث المشترك الذي قدمته الأستاذ الدكتورة بخشان صابر حمد، والأستاذ الدكتورة دلخؤش حسين من كردستان العراق، واستعرض الأستاذ الدكتور محمد عبيد من مصر في بحثه ” النقد النسوي للاندية الأدبية السعودية، الورقة الخامسة كانت بعنوان ” الشعر العربي في الصحراء المغربية بعد المرحلة الاستعمارية قضايا ودلالات” للدكتور ماء العينين النعمة بن علي من المغرب، الأستاذه الدكتورة لارا خالد من لبنان قدمت ورقة عمل بعنوان ” جدلية العلوم الإنسانية والقيم في عصر العولمة”، الورقة الأخيرة في الجلسة الأولى قدم فيها الدكتور حسن أبو الرب من فلسطين مجموعة ” أشياء صغيرة” لسميرة عزام دراسة لغوية نقدية.
الجلسه الثانيه ترأسها الاستاذ الدكتور محمد عبيد ونوقشت فيها ست أوراق عمل الأولى مقدمة من الأستاذة الدكتورة هداية مرزق من الجزائر بعنوان ” التشكيل الجمالي في الرواية النسوية السيرذاتية مقاربة جمالية في رواية ” السمك لا يبالي” لإنعام بيوض” الورقة الثانية قدمها الدكتور جميل كتاني من فلسطين بعنوان ” تجليات الحداثة في رواية قصة عشق كنعانية لصبحي فحماوي”، بينما تناول الدكتور زاهي سلامة من فلسطين ” مخاض الرؤية في ديوان هجرة الأشواق العارية للشاعر الفلسطيني معين شلبية: دراسة أسلوبية – دلالية”، وقدمت الأستاذة الدكتورة فتيحة شفيري من الجزائر ورقة بعنوان ” المدينة بين بناء الهوية وتهديمها في الرواية النسوية العربية “ثلاثية غرناطة لرضوى عاشور أنموذجًا”، الورقة الخامسة كانت للأستاذ الدكتور طارق ثابت من الجزائر بعنوان ” تجليات المحكي السير ذاتي في النص الروائي النسوي العربي المعاصر، رواية المحاكمة ل ليلى العثمان أنموذجًا، واستعرضت الدكتورة إنعام داود سلوم من العراق في ورقتها ” جهود الدكتور داود سلوم في بيان أثر الأدب العربي في الآداب الأخرى” .
وسيستأنف المشاركون مناقشة أوراق عملهم غدًا بأربع جلسات تضم أبحاثًا قيمة ذات أهمية كبرى.