بقلم الأستاذ الدكتور بشير جرار
ينتج الزهايمر وهو أحد أمراض الشيخوخة عن ضمور بالدماغ لا سيما قرن آمون (مركز الذاكرة) ومن ترسب كل من بروتينات مرضية لا سيما بروتين الأميلويد وبروتين تاو في أنسجة الدماغ مما يؤدي لتلف الخلايا العصبية وفقدان الإتصال ببعضها البعض. وقد وصف هذا المرض لأول مرة على يد العالم الألماني لويس الزهايمر عام 1906م حيث سمي بعده بإسمه. ويعتبر الزهايمر المرض السادس المسبب للوفاة ويوجد بالعالم حالياَ 55 مليون مصاب بالزهايمر منهم 6,5 في الولايات المتحدة الأمريكية و 3,7 مليون بالهند و300 ألف بمصر و130 ألف بالسعودية. ولا تتوفر احصائيات عن هذا المرض في معظم الدول العربية والإسلامية والدول النامية.
يبدء هذا المرض بخلل إدراكي بسيط ثم يتدحرج بتداعياته أبرزها فقدان الذاكرة خاصة المتعلقة بالذاكريات القديمة وبشكل أقل المتعلقة بالمعلومات الحديثة وفقدان المهارات السلوكية والاجتماعية التي إعتاد اتقانها في مرحلة ما قبل المرض حتى يصبح غير قادر على مهامه اليومية وحتى الشخصية كإرتداء الملابس على سبيل المثال لا الحصر. وقد يصل الأمر إلى نسيان تام للمواعيده وأسماء أفراد العائلة والضياع في الأماكن التي عرفها قبل مرضه ووضعه للأشياء في غير أماكنها ويصعب عليه التعامل مع الأرقام حتى في القضايا البسيطة. وكما يصاب مريض الزهايمر بصعوبة النطق بسبب عدم المقدرة على تذكر المفردات ويتدرج الأمر إلى فقدان كامل النطق وإختلاط عقلي عند الغروب.
وفيما يلي بعض من توصيف لحالة مريض الزهايمر:
□ الشيخوخة هي العامل الرئيس المتسبب بالزهايمر حيث يصيب من بين كل 10 آلاف شخص 4 بعد سن 65-74 سنة و32 شخصاً في سن 75-84 سنة و76 شخصاً لمن هم فوق 85 عاماً.
□ تعزى حالة حوالي 1% من المصابين بالزهايمر، لأسباب وراثية ويظهر المرض في مثل هذه الحالة مبكراً. وقد وجد أن 25-30% من المصابين بالزهايمر حاملين للنمط الجيني (APOEe4).
□ يصاب مرض الزهايمر على الغالب بالإكتئاب وتقلب المزاج والسلوك العدائي وفقدان الثقة بالآخرين وتتلبسه الأوهاوم وينعزل اجتماعيا ويضطرب نومه.
□ تفاقم الإصابة بالأمراض المزمنة لا سيما ضغط الدم والكوليسترول والسمنة والسكري من تداعيات الزهايمر.
□ تفوق الإصابة بالزهايمر بين الإناث (65%) عنها بين الذكور.
□ تلعب ملوثات الهواء لا سيما المنبعثة من عوادم السيارات في زيادة احتمالية الإصابة بالزهايمر.
□ تعاطي الكحول من المسببات الرئيسية للزهايمر.
□ إضطراب النوم وصعوبة النوم لفترات طويلة تزيد من إحتمالية الإصابة بالزهايمر.
□ يصاب مرض الزهايمر بالجفاف بسب نسيانه لتناول الماء الناتج عن تعطل مركز العطش بالدماغ.
□ لا يستطيع مريض الزهايمر التعبير عن شعوره بالألم وعن حالته الصحية والتحكم بالتبول والتغوط وتذوق الطعام.
□ المصابون بمتلازمة داون (Dawn syndrome) أكثر عرضة للإصابة بالزهايمر بسبب أن لديهم ثلاث نسخ من كروسوم 21 وهو المسؤول عن إنتاج بروتين الأملويد المرضي.
□ يبدأ الزهايمر مبكراً عند من يتعرضون لإرتجاج دماغ قبل ذلك بفترة قصيرة.
□ يزداد الزهايمر بين الأميين والفئات غي المتعلمة مقارنة مع أقرانهم ممن نالوا نصيباً من التعليم الثانوي فما فوق.
□ الزهايمر من أكثر الأمراض كلفة لا سيما في البلدان المتقدمة.
□ الإنخراط في أنشطة محفزة للعقل تقلل من خطر الإصابة بالزهايمر.
□ يخفض القيام الدوري بالتمارين الرياضية وتناول الخضار والفواكه من احتمالية الإصابة بالزهايمر.
□ تساعد وجبات البحر الأبيض المتوسط والنظام الغذائي الياباني على تحسين الناتج لدى مرضى الزهايمر.
يستحق مرضى الزهايمر العناية والرعاية والتفهم والرفق بهم، فهم ضحايا الشيخوخة التي لا توفر أحداً.