برعاية رئيس جامعة جرش الأستاذ الدكتور محمد الخلايلة نظمت عمادة شؤون الطلبة محاضرة حول ” موقف الأردن من القضية الفلسطينية” قدمها وزير الداخلية والأسبق عضو مجلس الأعيان حسين هزاع المجالي، والتي حضرها رئيس مجلس الأمناء الأستاذ الدكتور عماد ربيع، ورئيس هيئة المديرين السيد محمد الحوامدة، وأعضاء الهيئة، ونائبي الرئيس للشؤون الإنسانية، والعلمية الأستاذ الدكتور زياد ربيع، والأستاذ الدكتور أحمد الحوامدة، وأسرة الجامعة والطلبة.
وقرأ الحضور قبيل بدء المحاضرة الفاتحة على أرواح شهداء غزة، بعدها رحب الخلايلة بالمجالي مثمنًا له تلبيته دعوة الجامعة للحديث عن الموقف الرسمي والشعبي في الأردن حيال الاحداث التي تجري في غزة والضفة الغربية، مؤكدًا ان الأردن بقيادة جلالة الملك الحكيمة، وشعبه الوفي يقفون دومًا إلى جانب الأشقاء في فلسطين، الذين وصفهم بتوأم الروح، وشركاء المصير، مضيفًا أن ما نراه اليوم من معاناة الأشقاء في غزة وما يتعرضون له من قتل وتدمير ومحاولات التهجير، يتجدد موقف الأردن، والإصرار الرسمي والشعبي على مساندة الأشقاء والوقوف إلى جانبهم بكل ما يملكه الأردن من الوسائل والامكانيات، فهذا واجب ديني وقومي وإنساني طالما قام به الأردن عبر تاريخ الدولة الأردنية، فقدم الأردنيون أرواحهم من أجل فلسطين ومن أجل المقدسات الإسلامية، والمسيحية، لافتّا أنه لا توجد عشيرة أردنية ما كان لأبنائها شرف القتال والشهادة دفاعًا عن فلسطين.
مشيدًا بدور الجامعات كمؤسسات وطنية في دعم الموقف الأردني تجاه القضية الفلسطينية، ودعم صمود الأشقاء في غزة.
من جانبه أشار عميد شؤون الطلبة الدكتور عبد المهدي الضمور في كلمته إلى موقف الهاشميين منذ احتلال أرض فلسطين التي كانت دائما أولى أولويات ملوك بني هاشم والشعب الأردني بجميع أطيافه، لافتًا أن الأردن يشهد حاله فريدة من نوعها في تناغم الموقفين الرسمي والشعبي بقيادة جلالة الملك لوقف العدوان على غزة، والتضامن اللامحدود مع الأشقاء الفلسطينيين، حيث يقود الملك عبد الله جهود دبلوماسية كبيرة لمساندة صمود الشعب الفلسطيني، وتوضيح الحقائق للعالم في وقف هذا العدوان الغاشم على غزه ليكون هناك حل سياسي لكل ما يجري على الأراضي الفلسطينية، والعمل على إدخال المساعدات الإنسانية بشكل فوري وعاجل، مؤكدًا أن ما يجري في فلسطين وفي غزه تحديدًا جريمة حرب تجاوزت كل الحدود والخطوط، حيث يواجه الشعب الفلسطيني حربًا شرسة عسكريًا وسياسيًا وإعلاميًا وإنسانيًا، موضحًا أن كثيرًا من شعوب العالم تتضامن مع الشعب الفلسطيني، حيث بدت الحقيقة جلية لهم إثر ما تقوم به قوات الاحتلال الاسرائيلي من اعتداءات وتوغلات خارج عن حدود القوانين الدولية والانسانية.
وأكد المجالي في محاضرته ان الأردن وبقيادة جلالة الملك دائمًا ما كان يحذر بأن الافعال التي كانت تقدم عليها اسرائيل في الضفة وغزة، وتدنيس للأقصى الشريف ستؤدي إلى ما نشاهده اليوم.
مبينًا ان استهداف المستشفيات الميدانية الأردنية في غزة يدل على فشل الاحتلال عسكريًا، وهذا الاستهداف هو رسالة للأردن بسبب مواقفه الشجاعة والقوية ضد هذا العدوان الغاشم، موكدًا أن موقف الأردن الرسمي والشعبي سيبقى يقف في وجه الاحتلال، حتى وقف هذا العدوان.
وأعرب المجالي عن فخره واعتزازه بما يوليه جلالة الملك عبدالله الثاني، من حرص واهتمام لدعم القضية الفلسطينية، ومواقفه الثابتة التي لا حياد ولا تنازل عنها، مقدمًا شكره لجلالة الملك وولي العهد على جهودهم في ايصال الصورة الحقيقة لما يجري على الأراضي الفلسطينية للعالم أجمع.
واستعرض المجالي ما قام به جلالة الملك ومنذ بدء هذه الحرب، بالتواصل مع قادة العالم لبحث ما يجري على الأرض، وأكد لهم ضرورة تكثيف الجهود الدولية لوقف التصعيد في غزة ومحيطها، حيث أوضح جلالته لقادة العالم أن لا سبيل عن الحل السياسي، وأن الأوضاع ستستمر بالتفاقم في ظل غياب حل عادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
مشيرًا ان الموقف الأردني سواء الدبلوماسي أو الانساني كان واضحًا وقويًا وشجاعًا منذ بداية الحرب، وأخذ شكلاً تصاعديًا.
وقال المجالي على الرغم من قلة الامكانيات والضغوط التي تمارس علينا، إلا أن الأردن وبفضل قيادته تمكن من تحقيق موقف متقدم على مستوى العالم والمنطقة، ورفضه لسياسة التهجير بحق الفلسطينيين.
مبينًا ما قدمه الأردن إلى الآن من أجل وقف هذا العدوان الغاشم والوحشي على اخوتنا في قطاع غزة، بل وفي بعض الأحيان تصادم مع توجهات ومواقف دول كبرى داعمة للكيان الصهيوني من أجل تحقيق وقف دائم للعدوان وضمان توصيل المساعدات الإنسانية بشكل مستدام.
مشيرًا إلى ما حققه الأردن من توافق واسع على مشروع قرار قدمه في الأمم المتحدة بشأن وقف إطلاق النار في غزة.
وأشاد المجالي بكل الجهود المبذولة من قبل الحكومة، للعمل المهني والتحركات الدبلوماسية التي تقوم بها على مدار الساعة، والتي كان لها صدى ايجابي لدى كل المتابعين والمهتمين.
وقال المجالي في ختام حديثه على الرغم من أي تشكيك في مواقف الأردن إلا أنه سيبقى كما كان دوما إلى جانب الأشقاء في فلسطين، داعمًا لحقهم في إقامة دولتهم المستقلة على حدود عام
١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشريف.
بعد ذلك دار حوار موسع بين المحاضر والحضور تمت الاجابة على جميع الاسئلة بكل شفافية ووضوح.
وفي نهاية المحاضرة سلم رئيس الجامعة للمجالي درع جامعة جرش تكريمًا له على تلبيته هذه الدعوة.