شاركت كلية العلوم من جامعة جرش ممثلة بعميد الكلية الأستاذ الدكتور محمد بريك والأستاذ الدكتور بشير جرار بورشة عمل أقامها المركز الوطني للبحوث الزراعية على مدار يومين (16-17 أيار) في منتجع سنام بوادي رم احتفالاً بالسنة الدولية للإبليات 2024 (International Year of CAMELIDS 2024) استجابة لقرار الأمم المتحدة بذلك. وقد شارك بهذا المهرجان الإحتفالي كل من منظمة الأمم المتحدة للغذاء والدواء (الفاو) ومبادرة عصر الإبل (ْCamelera) ومبادرة من المزرعة إلى الشوكة (From Farm to Fork).
وقد شمل اليوم الأول تعريف بقصة الإبل في المركز الوطني للبحوث الزراعية قدمها الدكتور محمد العراشي، إضافة إلى الخريطة الوراثية لفصيلة إبل العليا الأردنية قدمها الأستاذ الدكتور منذر الصدر من الجامعة الأردنية ومن ثم محاضرة الأستاذ الدكتور بشير جرار بعنوان ” سمات الإبل التي تمكنها من التأقلم مع التغيرات المناخية”. تلى ذلك جلسات نقاشية حول قضايا الإبل في الأردن.
واستهل اليوم الثاني بزيارة ميدانية لمناطق تربية ورعاية الإبل بمنطقة الديسي حيث تم لقاء مربي الإبل ومناقشة قضاياهم والتحديات التي تواجههم في تربية قطعان إبلهم ورعايتها واطلع المشاركون على طرق حلب النوق وتغذيتها. وتبع ذلك محاضرات من قبل الباحثين المشاركين بالفعالية تمثلت بمحاضرة بعنوان ” اضاءات حول التحسين الوراثي عند الإبل” قدمها الأستاذ الدكتور خليل جواسره من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية ومحاضرة بعنوان “تطوير قطاع الإبل في الأردن من خلال الإنتاج والتمكين” قدمها المهندس سامي اللوامة من مبادرة “كاميليرا” ومحاضرة بعنوان ” تحليل ووصف ورسم خرائط سلسلة قيمة الإبل في الأردن ” قدمها الدكتور زيدون حجازين من منظمة الفاو. وتلى ذلك جلسات نقاشية حول قضايا الإبل لا سيما واقعها في الأردن.
تشير الدراسات إلى أن أعداد الإبل تناقصت في الأردن بشكل كبير خلال العقود الماضية حيث كان في الأردن 50 ألف رأس من الأبل بينما لا يتجاوز أعدادها حاليا ً14 ألف رأس، يتواجد معظمها في محافظات معان والمفرق والعقبة بينما تخلو منها تماماً كل من محافظتي جرش وعجلون. وأكثر سلالات الإبل انتشاراً في البادية الأردنية هي المغاتير والمجاهيم والوضحى، ولا يوجد بالأردن إبل برية. ويعتبر عدد الإبل بالأردن منخفضاً نسبياً مقارنة مع الدول الأخرى.
اعتمدت المجتمعات البدوية في الأردن تقليديًا على الإبل لكسب عيشها، ونقل البضائع والمياه والأشخاص عبر التضاريس الصحراوية القاسية وقبل كل ذلك في انتاج الحليب واللحوم. وبشكل عام، يعتبر الجمل جزءًا مهمًا من تراث الأردن ولا يزال يلعب دورًا مهمًا في ثقافة البلاد واقتصادها وأسلوب حياتها. ويعتبر ركيزة أساسية في الحفاظ على الأمن الغذائي. وقد عاني قطاع الإبل في الأردن على مدار عقود الإهمال وقلة الإهتمام ومن الظروف الإقتصادية الصعبة والمناخية القاسية لا سيما من موجات الجفاف المتتالية إضافة لقلة الدعم وارتفاع تكاليف الأعلاف وندرة المياه. ولا يتلقى مربو الإبل الدعم من وزارة الزراعة وتوفير الأعلاف بسعر مدعوم أسوة بمربي الأغنام والماعز ويعتمد أكثر من75% من إبل الأردن على الرعي. ويتم تسويق منتجات الإبل بطريقة عشوائية وبدائية ولا تتوفر هذه المنتجات بشكل دائم بالأسواق الأردنية كما هو حال منتجات أنواع الماشية الأخرى.
ينتقل رعاة الإبل بالبادية الأردنية بحثاً عن غذاء لإبلهم لغرض تسمينها وتمهيداً لإنجابها وتكاثرها. ويتم ذلك خلال الفترة من تشرين الثاني حتى آذار بجنوب الأردن باتجاه الحدود السعودية بينما تنتقل إبل البادية الشمالية والمنطقة الوسطى باتجاه غور الأردن. في حين تبقى إبل واحة الأزرق متنقلة بذات المنطقة الصحراوية التي تحيط بالواحة.
الرئيسية / أخبار الكليّات / كليّة تكنولوجيا المعلومات / جامعة جرش في ورشة “سفن الصحراء” ضمن الفعاليات الدولية لسنة الإبليات2024 – بقلم الأستاذ الدكتور بشير جرار