صدرت الطبعة الثانبة من كتاب “التصنيف العلمي لعلم الحيوان” هذا العام (1445ه/2024م) لمؤلفه الأستاذ الدكتور مكي العمودي أستاذ علم التصنيف بجامعة الملك سعود. يتناول هذا الكتاب تصنيف الكائنات الحية الحيوانية وتميزها وتبويبها في مجموعات طبيعية محددة وتسمياتها العلمية. ويوضح المؤلف أهمية علم التصنيف بعلوم الطب والصحة العامة والزراعة خاصة المتعلقة بالطفيليات والآفات.
يقع الكتاب في 210 صفحات من القطاع المتوسط ويشمل على عشر فصول وقائمة من المراجع وسبعون من الصور والأشكال التوضيحية الملونة وغير الملونة. تناولت فصول هذا الكتاب المفاتيح التصنيفية في علم الحيوان والتسمية العلمية والممفهوم الفلسفي لها ودلالاتها التاريخية. وقد أوضح الدكتور العمودي على صفحات كتابه أسس التسمسة العلمية وقواعدها العامة في علم الحيوان وتناول المجموعات الثلاث في علم تصنيف الكائنات الحية وهي مجموعة النوع ومجموعة الجنس ومجموعة المراتب.
استشهد الكتاب بجهود العلماء على مر التاريخ الذين كان لهم الفضل في وضع أسس علم التصنيف بدأً من أرسطو وكارلوس لينيوس مروراً بالجاحظ صاحب كتاب الحيوان والدينوري صاحب كتاب النبات وإبن سيناء صاحب كتاب “الشفاء بالنباتات والأعشاب والطب الطبيعي” وإبن البيطار صاحب كتاب “الجامع” والغساني صاحب كتاب “حديقة الأزهار” والدميري صاحب كتاب “حياة الحيوان الكبرى” وحتى كتاب ارسطو بالتصنيف الذي ترجمه للعربية إبن رشد وفقدت هذه النسخة العربية بعد حرق مكتبة إبن رشد وبقيت النسخة اللاتينية وكذلك العالم تشارلز دارون والعالم توماس سميث والعالم دو جوسيو.
خص الدكتور العمودي الحشررات بنصيب الأسد من التوصيف والتصنيف لاسيما فصائل الخنافس النمرة والمائية والأرضية، واستمتعت كقاريء لهذا الكتاب لتوصيف كل من خنافس الوعل وخنافس القئاء وخنفساء أبي العيد. وكما لم يغفل المؤلف عن تضمين كتابه أهمية التصنيف الرقمي (Numerical Taxonomy) والتصنيف الشعيبي (Phylogenetic Taxonomy) والتصنيف الجزيئي (Molecular Taxonomy).
يشكل هذا الكتاب إضافة نوعية للعاملين والدارسين في مجال الفونا والفلورا العمود الفقري للعلوم الحياتية. جزى الله الأستاذ الدكتور مكي العمودي عنا خير الجزاء وجعله في ميزان حسناته ومتعه بالصحة والعافية ونفع بعلمه على الدوام.