التفكير ….وكما فسرها العلماء هو انعكاس الواقع على الدماغ وربطه بمعلومات سابقه عن الكون والحياه والانسان…وقسم التفكير لدى البش الى ثلاثة اقسام رئيسيه السطحي والعميق والمستنير وهنا يأتي موضوع الذكاء وعدمه. اي تميزه للأشياء واصدار الحكم عليها من وجهه نظر معينه ومهارات مكتسبه….اما الادراك الغريزي الذي ابتليت به عامه الناس ..الناشئ عن المشاعر والاحاسيس دون ضابط للسلوك. وغالبا ما ينتج عنه الانفعال السريع واتخاذ قرارات هشة وغير مدروسة…نابعه من غريزة حب البقاء او الدفاع عن النفس….تتراكم الاخطاء ..مما يجعل فجوه عميقه ما بين التفكير وعدمهِ. وهنا ينشأ ما يسمى بالغباء ….مما تؤول بالبشر الى الهاوية واخفاقات متتاليه…..وهذا متأصل غالبا عند المسؤولين واصحاب القرار .مما اصاب جسد مؤسساتنا بالإخفاقات المتتالية من التخلف والتراجع والانحدار الشديد ..وتحول مفهوم المؤسسية من مؤسسات حميدة الى غير حميدة. بل الى مزارع شخصيه شيطانيه لجلب المكاسب بلا معاير او قيم تذكر ..حيث تنتشر فيها خلايا سرطانيه هجوميه. تتكاثر بشكل بطانه فاسده همها الوحيد المكاسب الشخصية واحتواء خلاياهم المريضة…..هذا هو واقع الغباء ومن اشكاله الكثير… مما خلقت هده الأجواء جميعا إلى الجوّ الانفعالي العام الذي تعيشه مؤسساتنا ومنظومته في مؤسساتنا الوطنية والأكاديمية لما له من أثر عميق في مدى تفاعله وتميزه ،مما أدى الى تراجع مخرجاتها وعدم القدرة على الاستمرارية وفشلها الذي برز في الآونة ألأخيرة ..لتخرج هذه المنظومة من كونها مسانده للوطن ومنظومته الحيه الى زياده نسبه الاختراقات والانتهاكات التي تكلف الوطن ومؤسساته الاعباء الكبيرة ..
حن بحاجه لخطط اصطلاحيه إجرائية تنفيذيه مرحليه , يقوم عليها إداريون متخصصون , بهدف ردم الهوة للنهوض بمسيرتنا التعليمية ومنظومتها بالمحاسبة والتوجيه بدل الخضوع والتهميش , وهذا لا يتم إلا بمشاركة المخلصين من الرجالات الوطنية المشهود لهم بالنزاهة والإخلاص والخبرة والعلم بعيداً عن المنفعية, للانتقال من الاستعراض والتنظير إلى العمل وتطهير تلك المؤسسات من بهلوانها وشيطنتها المؤسسية الم يأن الأوان إلى مكافحه أصول الفساد واستئصاله ؟!! اين مؤسسات الدولة عن امثال هؤلاء؟؟!!! اين المنظرين بالوطنية والمؤسسية !!!
فمكتسباتنا العلمية ومؤسساتنا هي الدرع الواقي الذي طالما ميزنا بين الدول الإقليمية والمحلية
ونحن على مفترق طرق بين صراعات اقليميه ايدلوجية وسياسيه بحته .فأنه لمن القوه والعظمة أن يكون الأمر بيد من يدركه لا بيد من يملكه. وانه لمن الضعف والاستهانة أن يكون الأمر بيد من يملكه لا بيد من يدركه…..
رفقا بمؤسساتنا الوطنية فهي مؤسسات علمية وبحثية وحاضنات للأبداع والتميز وميادين لتخريج قادة الرأي وعلماء المستقبل والكفاءات العملية التي ترتقي بالوطن والأمم الى معارج الحضارة والثقافة والرقي في المجالات كافة وليست شركات عطاءات ومقاولات نفعية ربحية ولا مزارع للتدجين والتسمين ولا منابر للتزلف والتلميع والتطبيل والتزمير والتهليل…
قال تعالى: وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ.
وقال تعالى: وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا.. لأنّ الله تعالى إنّما يربط الأسباب بالمسببات ربطاً صحيحاً، ولا بدّ أن يكون السّبب منتجاً المسبب، فتكون العدوى سبباً في المرض…