الاستاذ الدكتور عبدالرزاق بني هاني يصدر كتابا بعنوان (رأسماليّة المعرفة Knowledge Capitalism) والذي تضمن تحليلاً سريعاً للنكبة المعرفية التي تعرضت لها أمة إقرأ على يد بعض حكامها بعد مقتل الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب، وطغيان سياسة الحكم والولاء للسلطان على حساب تطور المعرفة وتحويلها إلى أصلٍ رأسمالي، مثلما فعل الغرب بعد تحلله التدريجي من التعاليم الكنسية التي ابتدعها البشر. وقد اعتبرت بأن ثورة نيكولاس كوبيرنيكوس قد أذنت بإشعال الثورة المعرفية في أوروبا، مروراً بمكتشفات غاليلو ونيوتن، واختراع المطبعة والآلة البخارية، وتوظيف المعرفة التراكمية في الثورتين الصناعيتين الأولى والثانية، ثم في الثورة الرقمية المعاصرة
استطاع الدكتور بني هاني تشخيص خمسة نماذج معرفية سائدة على المستوى العالمي: النموذج الأنجلوساكسوني، النموذج الأوروبي الاشتراكي، النموذج الفرنسي الذي اعتمد على رأسمالية الدولة الفرنسية، النموذج الياباني، والنموذج الصيني. ما يعني بأن العرب والمسلمين غير موجودين على خارطة المعرفة، وذلك نتيجة لأسباب سياسية، واجتماعية .
الجميل في الكتاب أنه تضمن دالة إنتاج المعرفة Knowledge Production Function تعتمد على أربعة متغيرات رئيسة تشمل عدد العلماء والباحثين والفنيين، وعدد المختبرات وحجم رأس المال البحثي ومساحة الأراضي المخصصة للبحث، وحجم التمويل المخصص للبحث، ووجود المؤسسات الداعمة للبحث والعلماء، والثقافة الحاضنة للعلم والمعرفة.